لن .. ننــافِق
وفي زمانِ الرؤيةِ الحَيـرى
تُدثِرُنا ثيابٌ حَاكَها لهبُ الحرائقْ
إذ تبعثرنا تضاءلنا تنـاثرنا تبرعمنا
وصرنا كالشرانقْ
بعد أن كنا بيارقْ
والدُنا صارت أماناً كلُها
قد تلظى تحتَ نيرانِ البنادقْ
إذ تدلّتْ وتجلّتْ وتحلّتْ
تتمايسُ زاهياتٍ
الحِبالُ النُضْرُ تحكي زهوَ ساريةِ المشانقْ
إرجِعِ النظرةَ فيها كرتين
أو دَّعِ الرؤيا تُطوِّفُ حولها
لا تَرى إلا نضاراً إخضِراراً واصفرارْ
رُغمَ هذا ... ليس في الحقلِ سنابلْ
إنما تبدو هنالك
في بِناياتٍ سوامقْ وعماراتٍ شواهِقْ
يا خليلاي امهلاني أكتُمُ الدهشةَ قسراً
حيثُ ولّت قبلَ حينٍ كلُ بارقةِ إندهاشْ
واستفاضَ النيلُ يشكو:
كلَ مَن حولي عِطاشْ
يا خليلاي ..تعالاإرصدا زمن التضادْ
نبّت الحقلُ سراباً إذ أتى وقتُ الحصادْ
كلما أسفرَ صبحٌ
طلَّ إبليسٌ علينا يبتغي نُصحَ العبادْ
صاحَ في جمعٍ هلموا أُهدِكُم سُبلْ الرشادْ
في زمان المعجزاتِ إنّ من كان وضيعاً
قد .. ترقى .. وتنامى.. وتحامى
في مصابيحٍ هبـوبْ خلف بنيانٍ كذوبْ
ليس تدعَمَهُ عِمادْ
يا خليلاي اسمعاني
إنه عهدُ العجائبَ والمصائبْ
إنّه عصرُ التبجُحَ والمساغِبْ
خابَ ظني فيهِ لما خِلتُهُ
إرثاً يُعزُ به النوابغْ
صحتُ وا أسفاهُ يا صِرحاً تهاوى
حيثُ باتَ الكلُ حانقْ
يا لَبؤسي وابتئاسي إنهم..
فتَّقوا الجُرحَ لينزف
أعجزوا النطّاسَ أن يأتي بآسٍ
أحوجوا الجُرحَ لراتِقْ
في ظلامِ النورِ تُهنا
وبوجه الجورِ ثُرنا
خرجَ الصوتُ خجولاً
همهماتٌ تـنـزوي غُبْناً لتحكي
بعضَ هاتيـكَ الحقائقْ
والدواخِلُ كم تَجيشُ بأُمنياتٍ
صافياتٍ موقناتٍ حالماتْ
عبرَ نَفَساتٍ زواهِقْ
يا بَهيَّ الوجهِ أنا
قد سئمنا
عدلكَ البـاغي سئمنا
حيثُ أنّـا رُغمَ أنّ الجمعُ أنَّ
قد عقدنا العزمَ أنّـا
لن نُنافِقْ
لن نُنافِقْ
لن نُنافِقْ